كتب وسيم أبو مهدي ويعقول فيرتشافتر أن القاهرة دفعت حركة حماس إلى موقف صعب خلال المفاوضات التي احتضنتها العاصمة المصرية، بعدما أبلغت مسؤوليها بوضوح أن مطلبهم بالتوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب لا يلقى قبولاً من الجانب الإسرائيلي ولا يحظى بغطاء من واشنطن أو الدوحة. شدد المسؤولون المصريون أن الوقت يضيق أمام حماس، وأن الإصرار على الشروط القصوى سيتركها معزولة بلا داعمين.
أوضح تقرير ذا ميديا لاين أن القاهرة نجحت في جمع مختلف الفصائل الفلسطينية على صيغة اتفاق جزئي، حيث أعلنت معظم القوى تأييدها للتسوية باستثناء حماس التي رفضت الانضمام. نقل التقرير عن ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قوله إن المسودة حازت موافقة الفصائل "دون اعتراضات". كما نقل عن قادة تيار الإصلاح الديمقراطي المدعوم من محمد دحلان تأكيدهم أن سكان غزة يحتاجون إلى وقف فوري للحرب، وأن على حماس قبول الاتفاق حتى "من دون قراءته".
رحّب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالجهود المبذولة، وأكد أن القاهرة تدفع باتجاه تسريع إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح. وشدد في الوقت نفسه على رفض مصر أي محاولات لفرض تهجير جماعي للفلسطينيين أو إعادة احتلال غزة، واصفاً تلك السيناريوهات بأنها خطوط حمراء. وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن وفوداً قطرية وفلسطينية موجودة في مصر لمتابعة المحادثات وتكثيف الضغوط وصولاً إلى انفراج قريب.
ينطلق الموقف المصري من سرد يقول إن التهجير نحو سيناء يهدد القضية الفلسطينية ويزعزع الأمن القومي المصري. تقع شمال سيناء على مساحة تتجاوز عشرة آلاف ميل مربع ويقطنها أقل من نصف مليون نسمة، أغلبهم من قبائل السواركة والرميلات والترابين والتيهية. أي تدفق لعشرات الآلاف من سكان غزة سيضاعف حجم السكان المحليين ويؤدي إلى ضغط خانق على الخدمات وبروز نزاعات قبلية قد تقوّض الاستقرار.
أضاف التقرير أن القاهرة تعتبر الحفاظ على هذا التوازن أولوية قصوى. المنطقة الحدودية شهدت خلال العقد الماضي معارك ضد جماعات مسلحة، ويخشى المسؤولون أن يؤدي إدخال أعداد كبيرة من اللاجئين إلى إشعال توترات جديدة واستغلالها من أطراف معادية. لذلك ترفض الدولة المصرية أي حلول تنقل الصراع إلى داخل أراضيها، وتؤكد أن مكان الفلسطينيين الطبيعي في أرضهم لا في المنفى.
كشف التقرير أيضاً أن الضغوط الإقليمية والدولية تتزايد على إسرائيل لإنهاء الحرب أو خفض حدّتها. الولايات المتحدة تواصل دعمها السياسي والعسكري لتل أبيب لكنها تدرك في الوقت نفسه أن استمرار الحرب بلا أفق يفاقم العزلة ويعرّض مصالحها في المنطقة للخطر. قطر بدورها تتحرك كوسيط وتسعى إلى التوفيق بين مواقف الفصائل، بينما تضطلع القاهرة بالدور الأوسع والأكثر حساسية بحكم حدودها المشتركة مع غزة.
يصف الدبلوماسيون المصريون هذه المرحلة بأنها الأصعب منذ بدء الحرب، إذ يتقاطع فيها الضغط الإنساني الكارثي على سكان غزة مع الحسابات الإقليمية المعقدة. يشير بعضهم إلى أن قبول اتفاق جزئي يمثل الخيار الوحيد المتاح حالياً، على أن يجري البناء عليه لاحقاً للتوصل إلى تسوية أشمل. لكن إصرار حماس على الرفض يطيل أمد المأساة ويضعها في مواجهة ليس فقط مع إسرائيل بل مع الأطراف العربية والفلسطينية الأخرى.
يشدد التقرير على أن القيادة المصرية تدرك حساسية اللحظة وتسعى إلى منع انزلاق الوضع نحو سيناريوهات كارثية، سواء بتهجير الفلسطينيين أو بانفجار أمني في سيناء. لذلك تتحرك القاهرة في مسارين متوازيين: الضغط على الأطراف لانتزاع وقف إطلاق نار، وتعزيز إجراءاتها الأمنية والإنسانية على الحدود. وتؤكد أن مصلحة مصر العليا تكمن في الحفاظ على استقرارها الداخلي ودعم حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
هكذا يبرز المشهد وفق ذا ميديا لاين: مصر تندفع بكل ثقلها نحو حل دبلوماسي سريع، بينما تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري، ويظل مصير غزة معلقاً بين خيارات محدودة ومعقدة. ويخلص التقرير إلى أن القاهرة باتت اللاعب المحوري الذي يوازن بين حسابات القوى الكبرى وصرخات السكان المحاصرين، في سباق حاسم قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة للصراع.
https://themedialine.org/top-stories/egypt-races-to-a-diplomatic-solution-while-israel-steps-up-the-war/